الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وقال آخر: كيف:كيف بمعنى: على أي حال، تقول: كيف أنت، تريد بأي حال أنت؟.وتقع بمعنى: التعجب، في مثل قوله: {كيْف تكْفُرُون بِالله وكُنْتُمْ أمْواتا فأحْياكُمْ} [البقرة: 28].سوى وسوى:سوى وسوى بمعنى غير، وهما جميعا في معنى بدل. وهي مقصورة. وقد جاءت ممدودة مفتوحة الأول، وهي في معنى غير.قال ذو الرّمّة: يريد غير الحمام.وسواء- مفتوحة الأول ممدود- بمعنى: وسط. قال: {فاطّلع فرآهُ فِي سواءِ الْجحِيمِ} [الصافات: 55]، أي في وسطه.وقد جاءت أيضا بمعنى: وسط، مكسورة الأوّل مقصورة، قال الله تعالى: {مكانا سُوى} [طه: 58]، أي وسطا.أيان:أيّان بمعنى متى، ومتى بمعنى: أيّ حين.ونرى أصلها: أيّ أوان، فحذفت الهمزة والواو، وجعل الحرفان واحدا، قال الله تعالى: {أيّان يُبْعثُون} [النحل: 21]، أي متى يبعثون؟ و{أيّان يوْمُ الْقِيامةِ} [القيامة: 6].الآن:الآن: هو الوقت الذي أنت فيه، وهو حدّ الزّمانين: حدّ الماضي من آخره، وحدّ الزمان المستقبل من أوله.قال الفراء: هو حرف بني على الألف واللام، ولم يخلعا منه، وترك على مذهب الصّفة، لأنه في المعنى واللفظ، كما رأيتهم فعلوا بالذي، فتركوه على مذهب الأداة، والألف واللام له لازمة غير مفارقة.وأرى أصله: أوان، حذفت منه الألف، وغيّرت واوه إلى الألف، كما قالوا في الرّاح: الرّياح. وأنشد: قال: فهي مرّة على تقدير (فعل) ومرّة على تقدير (فعال) كما قالوا: زمن، وزمان.وإن شئت جعلتها من قولك: آن لك أن تفعل كذا وكذا، أدخلت عليها الألف واللام ثم تركتها على مذهب (فعل) منصوبة، كما قالوا: «نهى رسول الله، صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال، وكثرة السّؤال».فكانتا كالاسمين وهما منصوبتان، ولو خفضتا على النّقل لهما من حدّ الأفعال إلى الأسماء في النّية- كان صوابا.وسمعت العرب تقول: من شبّ إلى دبّ، ومن شبّ إلى دبّ، مخفوض منون، يذهبون به مذهب الأسماء. والمعنى: مذ كان صغيرا فشبّ إلى أن دبّ كبيرا.قال الله تعالى: {آلْآن وقدْ عصيْت قبْلُ وكُنْت مِن الْمُفْسِدِين (91)} [يونس: 91] {آلْآن وقدْ كُنْتُمْ بِهِ تسْتعْجِلُون} [يونس: 51]، أي أفي هذا الوقت وفي هذا الأوان تتوب وقد عصيت قبل؟أنّى:أنّي يكون بمعنيين. يكون بمعنى: كيف، نحو قول الله تعالى: {أنّى يُحْيِي هذِهِ الله} [البقرة: 259] أي كيف يحييها؟ وقوله: {فأْتُوا حرْثكُمْ أنّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] أي كيف شئتم.وتكون بمعنى: من أين، نحو قوله: {قاتلهُمُ الله أنّى يُؤْفكُون} [التوبة: 30] وقوله: {أنّى يكُونُ لهُ ولدٌ} [الأنعام: 101].والمعنيان متقاربان، يجوز أن يتأول في كل واحد منهما الآخر.وقال الكميت: فجاء بالمعنيين جميعا.ويكأن:ويكأنّ قد اختلف فيها: فقال الكسائي: معناها: ألم تر، قال الله تعالى: {ويْكأنّ الله يبْسُطُ الرِّزْق لِمنْ يشاءُ} [القصص: 82] وقال: {ويْكأنّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُون} [القصص: 82]، يريد: ألم تر.وروى عبد الرّزاق، عن معمر، عن قتادة أنه قال: ويكأنّ: أولا يعلم أن الله يبسط الرزق لمن يشاء. وهذا شاهد لقول الكسائي.وذكر الخليل أنها مفصولة: وي، ثم تبتدئ فتقول: كأنّ الله.وقال ابن عباس في رواية أبي صالح: هي: كأن الله يبسط الرزق لمن يشاء، كأنه لا يفلح الكافرون. وقال: وي صلة في الكلام.وهذا شاهد لقول الخليل، ومما يدل على أنها كأنّ: أنها قد تخفف أيضا كما تخفّف كأن قال الشاعر: وقال بعضهم: ويكأن: أي رحمة لك، بلغة حمير.كأنّ:كأنّ تشبيه، وهي: (أنّ) أدخلت عليها كاف التشبيه الخافضة، ألا ترى أنك تقول: شربت شرابا كعسل، وشربت شرابا كأنه عسل، فيكونان سواء؟!.وقد يخفف كأنّ ويحذف الاسم فيكون كالكاف، قال الشاعر يصف فرسا: أراد: كجذع. وقال آخر: لات:لات قال سيبوية: (لات) مشبّهة (بليس) في بعض المواضع، ولم تمكّن تمكّنها، ولم يستعملوها إلا مضمرا فيها، لأنها ليست كليس في المخاطبة والإخبار، عن غائب، ألا ترى أنك تقول: ليست وليسوا، وعبد الله ليس ذاهبا، فتبني عليها، و(لات) لا يكون فيها ذاك، قال الله تعالى: {ولات حِين مناصٍ} [ص: 3]، أي ليس حين مهرب.قال: وبعضهم يقول: {ولات حِين مناصٍ}. فيرفع، لأنها عنده بمنزلة: (ليس) وهي قليلة، والنصب بها لوجه. وقد خفض بها، قال أبو زبيد الطّائي: وقال آخر: وإنما تكون (لات) مع الأحيان وتعمل فيها. فإذا جاوزتها فليس لها عمل.وقال بعض البغداديين: (التاء) تزاد في أول (حين)، وفي أوّل (أوان)، وفي أول (الآن)، وإنّما هي (لا) ثم تبتدئ فتقول: تحين وتلان. والدليل على هذا أنهم يقولون:تحين من غير أن يتقدمها (لا). واحتج بقول الشاعر: وبقول الآخر: وجرّ العرب بها يفسد عليه هذا المذهب، لأنهم إذا جرّوا ما بعدها جعلوها كالمضاف للزّيادة، وإنما هي (لا) زيدت عليها (الهاء) كما قالوا: ثمّ وثمّة.وقال ابن الأعرابي في قوله الشاعر: إنما هو (العاطفونه) بالهاء، ثم تبتدئ فتقول: حين ما من عاطف فإذا وصلته صارت الهاء تاء. وكذلك قوله: (و صلينا كما زعمته) ثم تبتدئ فتقول: لاتا، فإذا وصلته صارت الهاء تاء، وذهبت همزة الآن.قال: وسمعت الكلابيّ ينهى رجلا عن عمل، فقال: حسبك تلان أراد: حسبكه الآن، فلما وصل صارت الهاء تاء.وسنبيّن: كيف الوقوف عليها وعلى أمثالها من التاءات الزوائد، في كتاب (القراءات) إن شاء الله تعالى.مهما:مهما هي بمنزلة (ما) في الجزاء. قال الله تعالى: {وقالوا مهْما تأْتِنا بِهِ مِنْ آيةٍ لِتسْحرنا بِها فما نحْنُ لك بِمُؤْمِنِين} [الأعراف: 132]، أي ما تأتنا به من آية.وقال الخليل في مهمما: هي (ما) أدخلت معها (ما) لغوا كما أدخلت مع (متى) لغوا، تقول: متى تأتني آتك، ومتى ما تأتني آتك. وكما أدخلت مع (ما) أيّ لغوا، كقوله: {أيّا ما تدْعُوا فلهُ الْأسْماءُ الْحُسْنى} [الإسراء: 110] أي أيّا تدعوا.قال: ولكنهم استقبحوا أن يكرروا لفظا واحدا فيقولوا: (ما، ما) فأبدلوا الهاء من الألف التي في الأولى. هذا قول الخليل.وقال سيبويه: وقد يجوز أن تكون (مه) ضم إليها (ما).ما ومن:ما ومن، أصلهما واحد، فجعلت من للناس، وما لغير الناس. نقول: من مرّ بك من القوم؟ وما مرّ بك من الإبل؟.وقال أبو عبيدة في قوله تعالى: {وما خلق الذّكر والْأُنْثى} [الليل: 3]: أي ومن خلق الذّكر والأنثى. وكذلك قوله تعالى: {والْأرْضِ وما طحاها (6) ونفْسٍ وما سوّاها (7) فألْهمها فُجُورها وتقْواها} [الشمس: 6، 8] هي عنده في هذه المواضع بمعنى (من).وقال أبو عمرو: هي بمعنى (الذي). قال: وأهل مكة يقولون إذا سمعوا صوت الرعد: سبحان ما سبّحت له.وقال الفرّاء: هو: وخلقه الذّكر والأنثى، وذكر أنها في قراءة عبد الله {والذكر والأنثى}.كاد:كاد بمعنى همّ ولم يفعل. ولا يقال: يكاد أن يفعل، إنما يقال: كاد يفعل، قال الله تعالى: {فذبحُوها وما كادُوا يفْعلُون} [البقرة: 71].وقد جاءت في الشعر، قال الشاعر: وأنشد الأصمعي: ولم يأت منها إلّا فعل يفعل، وتثنيتهما وجمعهما. ولم يبن منها شيء غير ذلك.قال بعضهم: قد جاءت (كاد) بمعنى (فعل) وأنشد قوله الأعشى: أي: سما فارتفع.قال: ومثله قول ذي الرّمة: أي لو تعرضت له لبرق، أي: دهش وتحير.بل:بل تأتي لتدارك كلام غلطت فيه، تقول: رأيت زيدا بل عمرا.ويكون لترك شيء من الكلام وأخذ في غيره. وهي في القرآن بهذا المعنى كثير:قال الله تعالى: {ص والقرآن ذِي الذِّكْرِ} [ص: 1] ثم قال: {بلِ الّذِين كفرُوا فِي عِزّةٍ وشِقاقٍ} [ص: 2] فترك الكلام الأول وأخذ ببل في كلام ثان. ثم قال حكاية عن المشركين:{أأُنْزِل عليْهِ الذِّكْرُ مِنْ بيْنِنا} ثم قال: {بلْ هُمْ فِي شكٍّ مِنْ ذِكْرِي} فترك الكلام وأخذ ببل في كلام آخر فقال: {بلْ لمّا يذُوقُوا عذابِ} [ص: 8] في أشباه لهذا كثيرة في القرآن.قال الشاعر: وقال آخر: وكذلك (الواو) إذا أتت مبتدأة غير ناسقة للكلام على كلام- كانت بمعنى ربّ.وإذا وليت اسما- وهي بهذا المعنى-: خفض بها، وشبّهت بربّ وبالواو.وتأتي مبتدأة، قال أبو النّجم:وهي كذلك في الشعر، كقوله: وقال آخر: وقال آخر: يدلّون بهذه الواو الخافضة: على ترك الكلام الأول، وائتناف كلام آخر.هل: تكون للاستفهام، ويدخلها من معنى التقوير والتّوبيخ ما يدخل الألف التي يستفهم بها، كقوله تعالى: {هلْ لكُمْ مِنْ ما ملكتْ أيْمانُكُمْ مِنْ شُركاء} [الروم: 28]، وهذا استفهام فيه تقرير وتوبيخ.وكذلك قوله تعالى: {هلْ مِنْ شُركائِكُمْ منْ يبْدؤُا الْخلْق ثُمّ يُعِيدُهُ} [يونس: 34].والمفسّرون يجعلونها في بعض المواضع بمعنى: (قد)، كقوله تعالى: {هلْ أتى على الْإِنْسانِ حِينٌ مِن الدّهْرِ} [الإنسان: 1]، أي قد أتى وقوله: {هلْ أتاك حديث الْغاشِيةِ} [الغاشية: 1] و: {وهلْ أتاك حديث مُوسى} [طه: 9]،: {وهلْ أتاك نبأُ الْخصْمِ إِذْ تسوّرُوا الْمِحْراب} [ص: 21]، و: {هلْ أتاك حديث ضيْفِ إِبْراهِيم}؟ [الذاريات: 24].هذا كله عندهم بمعنى: (قد).ويجعلونها أيضا بمعنى: (ما) في قوله: {هلْ ينْظُرُون إِلّا أنْ تأْتِيهُمُ الْملائِكةُ} [الأنعام: 158] و: {هلْ ينْظُرُون إِلّا أنْ يأْتِيهُمُ الله فِي ظُلل مِن الْغمامِ} [البقرة: 210]، و: {هلْ ينْظُرُون إِلّا السّاعة} [الزخرف: 66]، و: {هلْ ينْظُرُون إِلّا تأْوِيلهُ}؟ [الأعراف: 53]، و: {فهلْ على الرُّسُلِ إِلّا الْبلاغُ الْمُبِينُ}؟ [النحل: 35].هذا كله عندهم بمعنى: (ما).وهو والأوّل عند أهل اللغة تقرير.لولا ولوما:لولا تكون في بعض الأحوال بمعنى: هلّا وذلك إذا رأيتها بغير جواب، تقول: لولا فعلت كذا تريد هلّا، فعلت كذا، قال الله تعالى: {فلوْلا كان مِن الْقُرُونِ مِنْ قبْلِكُمْ} [هود: 116]، {فلوْلا نفر مِنْ كُلِّ فِرْقةٍ مِنْهُمْ طائِفةٌ} [التوبة: 122] {فلوْلا إِذْ جاءهُمْ بأْسُنا تضرّعُوا} [الأنعام: 43]، {فلوْلا إِنْ كُنْتُمْ غيْر مدِينِين} [الواقعة: 86]، أي فهلا. وقال: {فلوْلا كانتْ قرْيةٌ آمنتْ} [يونس: 98].وقال الشاعر: أي: فهّلا تعدّون الكميّ.وكذلك (لو ما)، قال: لوْ ما تأْتِينا بِالْملائِكةِ، [الحجر: 7] أي هلّا تأتينا.فإذا رأيت للولا جوابا فليست بهذا المعنى، كقوله: {فلوْلا أنّهُ كان مِن الْمُسبِّحِين (143) للبِث فِي بطْنِهِ إِلى يوْمِ يُبْعثُون (144)} [الصافات: 143، 144]، فهذه (لولا) التي تكون لأمر لا يقع لوقوع غيره.وبعض المفسرين يجعل لولا في قوله: {فلوْلا كانتْ قرْيةٌ آمنتْ} بمعنى (لم) أي: فلم تكن قرية آمنت فنفعها إيمانها عند نزول العذاب إلّا قوم يونس.وكذلك قوله: {فلوْلا كان مِن الْقُرُونِ مِنْ قبْلِكُمْ} [يونس: 98] أي فلم يكن.لما:لمّا: تكون بمعنى (لم) في قوله: {بلْ لمّا يذُوقُوا عذابِ} [ص: 8] أي: بل لم يذوقوا عذاب.وتكون بمعنى (إلّا)، قال تعالى: {وإِنْ كُلُّ ذلِك لمّا متاعُ الْحياةِ الدُّنْيا} [الزخرف:35] أي: إلّا متاع الحياة الدنيا، {إِنْ كُلُّ نفْسٍ لمّا عليْها حافِظٌ} [الطارق: 4] أي: إلّا عليها، وهي لغة هذيل مع (إن) الخفيفة التي تكون بمعنى (ما).ومن قرأ {وإِنْ كُلُّ ذلِك لمّا متاعُ} بالتخفيف {إِنْ كُلُّ نفْسٍ لمّا عليْها حافِظٌ} جعل (ما) صلة، وأراد: وإن كلّ ذلك لمتاع الحياة، وإن كلّ نفس لما عليها حافظ.فإذا رأيت للمّا جوابا فهي لأمر يقع بوقوع غيره، بمعنى (حين)، كقوله تعالى: {فلمّا آسفُونا انْتقمْنا مِنْهُمْ} [الزخرف: 55] أي: حين آسفونا، {ولمّا جاء أمْرُ ربِّك} [هود: 101] أي: حين جاء أمر ربك.أو:أو تأتي للشك، تقول. رأيت عبد الله أو محمدا.وتكون للتخيير بين شيئين، كقوله: {فكفّارتُهُ إِطْعامُ عشرةِ مساكِين مِنْ أوْسطِ ما تُطْعِمُون أهْلِيكُمْ أوْ كِسْوتُهُمْ أوْ تحْرِيرُ رقبةٍ} [المائدة: 89] وقوله: {ففِدْيةٌ مِنْ صِيامٍ أوْ صدقةٍ أوْ نُسُكٍ} [البقرة: 196] أنت في جميع هذا مخيّر أيّة فعلت أجزأ عنك.وربما كانت بمعنى واو النّسق.كقوله: {فالْمُلْقِياتِ ذِكْرا (5) عُذْرا أوْ نُذْرا (6)} [المرسلات] يريد: عذرا ونذرا. وقوله: {لعلّهُ يتذكّرُ أوْ يخْشى} [طه: 44] وقوله: {لعلّهُمْ يتّقُون أوْ يُحْدِثُ لهُمْ ذِكْرا} [طه: 113]، أي لعلهم يتقون ويحدث لهم القرآن ذكرا.هذا كلّه عند المفسرين بمعنى واو النّسق.وأما قوله: {وأرْسلْناهُ إِلى مِائةِ ألْفٍ أوْ يزِيدُون} [الصافات: 147]، فإن بعضهم يذهب إلى أنها بمعنى بل يزيدون، على مذهب التّدارك لكلام غلطت فيه وكذلك قوله: {وما أمْرُ السّاعةِ إِلّا كلمْحِ الْبصرِ أوْ هُو أقْربُ} [النحل: 77] وقوله: {فكان قاب قوْسيْنِ أوْ أدْنى} [النجم: 9].وليس هذا كما تأوّلوا، وإنما هي بمعنى (الواو) في جميع هذه المواضع:(وأرسلناه إلى مائة ألف ويزيدون)، (وما أمر الساعة إلا كلمح البصر وهو أقرب)، و: (فكان قاب قوسين وأدنى.)وقال ابن أحمر: وهذا البيت بوضح لك معنى الواو: وأراد: قرى شهرين ونصفا، ولا يجوز أن يكون أراد قرى شهرين بل نصف شهر ثالث.وقال آخر: أراد: وعدلت هذين بهذين.أم: تكون بمعنى أو، كقوله تعالى: {أأمِنْتُمْ منْ فِي السّماءِ أنْ يخْسِف بِكُمُ الْأرْض فإِذا هِي تمُورُ (16) أمْ أمِنْتُمْ منْ فِي السّماءِ أنْ يُرْسِل عليْكُمْ حاصِبا} [الملك: 16، 17]، وكقوله: {أفأمِنْتُمْ أنْ يخْسِف بِكُمْ جانِب الْبرِّ أوْ يُرْسِل عليْكُمْ حاصِبا ثُمّ لا تجِدُوا لكُمْ وكِيلا (68) أمْ أمِنْتُمْ أنْ يُعِيدكُمْ فِيهِ تارة أُخْرى} [الإسراء: 68، 69].هكذا قال المفسرون، وهي كذلك عند أهل اللغة في المعنى، وإن كانوا قد يفرقون بينهما في الأماكن.وتكون أم بمعنى ألف الاستفهام، كقوله تعالى: {أمْ يحْسُدُون النّاس على ما آتاهُمُ الله مِنْ فضْلِهِ} [النساء: 54]، أراد: أيحسدون الناس؟.وقوله: {ما لنا لا نرى رِجالا كُنّا نعُدُّهُمْ مِن الْأشْرارِ (62) أتّخذْناهُمْ سِخْرِيّا أمْ زاغتْ عنْهُمُ الْأبْصارُ} [ص: 62، 63]، أي زاغت عنهم الأبصار وألف اتخذناهم موصولة.وكقوله: {أمْ لهُ الْبناتُ ولكُمُ الْبنُون} [الطور: 39]، أراد: أله البنات {أمْ تسْئلُهُمْ أجْرا فهُمْ مِنْ مغْرمٍ مُثْقلُون} [الطور: 40]. أراد: أتسألهم أجرا {أمْ عِنْدهُمُ الْغيْبُ فهُمْ يكْتُبُون} [الطور: 41]، أراد: أعندهم الغيب.وهذا في القرآن كثير، يدلّك عليك قوله: {الم (1) تنْزِيلُ الْكِتابِ لا ريْب فِيهِ مِنْ ربِّ الْعالمِين (2) أمْ يقولون افْتراهُ بلْ هُو الْحقُّ مِنْ ربِّك} [السجدة: 1، 3]، ولم يتقدم في الكلام: أيقولون كذا وكذا فترد عليه: أم تقولون؟ وإنما أراد أيقولون: افتراه، ثم قال:بلْ هُو الْحقُّ مِنْ ربِّك.لا:لا: تكون بمعنى لم، قال الله تعالى: {فلا صدّق ولا صلّى} [القيامة: 31]، أي لم يصدّق ولم يصلّ، وقال الشاعر: أي لم نفئ نهابه. وقال آخر: أي لم يلمّ بالذّنوب.أولى:أولى تهدّد ووعيد، قال الله تعالى: {أوْلى لك فأوْلى (34) ثُمّ أوْلى لك فأوْلى (35)} [القيامة: 34، 35]، وقال: {فأوْلى لهُمْ} [محمد: 20]. ثم ابتدأ فقال: {طاعةٌ وقول معْرُوفٌ} [محمد: 21].وقال الشاعر لمنهزم: لا جرم:لا جرم قال الفراء: هي بمنزلة لابد ولا محالة، ثم كثرت في الكلام حتى صارت بمنزلة حقّا. وأصلها من جرمت: أي كسبت.وقال في قول الشاعر: أي كسبتهم الغضب أبدا.قال: وليس قول من قال: حقّ لفزارة الغضب، بشيء.ويقال: فلان جارم أهله، أي كاسبهم، وجريمتهم.ولا أحسب الذّنب سمّي جرما إلّا من هذا: لأنه كسب واقتراف.إن الخفيفة:إن الخفيفة تكون بمعنى (ما)، كقوله تعالى: {إِنِ الْكافِرُون إِلّا فِي غُرُورٍ} [الملك: 20]، {وإِنْ كانتْ إِلّا صيْحة واحِدة} [يس: 29]، {وإِنْ كُلُّ نفْسٍ لمّا عليْها حافِظٌ} [الطارق: 4].وقال المفسرون: وتكون بمعنى لقد، كقوله، {إِنْ كان وعْدُ ربِّنا لمفْعُولا} [الإسراء: 108] {وتالله إِنْ كُنّا لفِي ضلالٍ مُبِينٍ (97)} [الشعراء: 97] {وتالله إِنْ كِدْت لتُرْدِينِ} [الصافات: 56] وفك في {بِالله شهِيدا بيْننا وبيْنكُمْ إِنْ كُنّا عنْ عِبادتِكُمْ لغافِلِين} [يونس: 29].وقالوا أيضا: وتكون بمعنى إذ، كقوله: {ولا تهِنُوا ولا تحْزنُوا وأنْتُمُ الْأعْلوْن إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين} [آل عمران: 129]، أي إذ كنتم. وقوله: {فالله أحقُّ أنْ تخْشوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين} [التوبة: 13].وقوله: {وذرُوا ما بقِي مِن الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين} [البقرة: 278].وهي عند أهل اللغة (إن) بعينها، لا يجعلونها في هذه المواضع بمعنى (إذ) ويذهبون إلى أنه أراد: من كان مؤمنا لم يهن ولم يدع إلى السّلم، ومن كان مؤمنا لم يخش إلا الله، ومن كان مؤمنا ترك الرّبا.ها:ها: بمنزلة خذ وتناول، تقول: ها يا رجل. وتأمر بها، ولا تنهى.ومنها قول الله تعالى: {هاؤُمُ اقْرؤُا كِتابِيهْ} [الحاقة: 19]، ويقال للاثنين: هاؤما اقرءا.وفيها لغات، والأصل: هاكم اقرؤوا، فحذفوا الكاف، وأبدلوا الهمزة، وألقوا حركة الكاف عليها.هات:هات: بمعنى أعطني، مكسورة التاء، مثل رام وغاز وعاط فلانا: قال الله تعالى:قُلْ {هاتُوا بُرْهانكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِين} [البقرة: 111]، أي ائتوا به.قال الفراء: ولم أسمع هاتيا في الاثنين، إنما يقال للواحد والجميع، وللمرأة: هاتي، وللنّساء: هاتين. وتقول: ما أهاتيك، بمنزلة ما أعاطيك. وليس من كلام العرب هاتيت. ولا ينهى بها.تعال:تعال: تفاعل من علوت، قال الله تعالى: {فقُلْ تعالوْا ندْعُ أبْناءنا وأبْناءكُمْ} [آل عمران: 61].ويقال للاثنين من الرجال والنساء: تعاليا، وللنساء: تعالين.قال الفراء أصلها عال إلينا، وهو من العلوّ.ثم إن العرب لكثرة استعمالهم إيّاها صارت عندهم بمنزلة هلمّ، حتى استجازوا أن يقولوا للرجل وهو فوق شرف: تعال، أي اهبط، وإنما أصلها: الصعود.ولا يجوز أن ينهى بها، ولكن إذا قال: تعال، قلت: قد تعاليت وإلى شيء أتعالى؟هلم:هلم: بمعنى تعالى، وأهل الحجاز لا يثنّونها ولا يجمعونها. وأهل نجد يجعلونها من هلممت، فيثنّون ويجمعون ويؤنّثون. وتوصل باللام فيقال: هلمّ لك، وهلمّ لكما.قال الخليل: أصلها (لمّ) زيدت الهاء في أوّلها.وخالفه الفراء فقال: أصلها (هل) ضمّ إليها (أمّ) والرّفعة التي في اللام من همزة (أمّ) لمّا تركت انتقلت إلى ما قبلها.وكذلك (اللهم) نرى أصلها: (يا الله أمّنا بخير) فكثرت في الكلام فاختلطت، وتركت الهمزة.كلا:كلا: ردع وزجر، قال الله تعالى: {أيطْمعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أنْ يُدْخل جنّة نعِيمٍ (38) كلّا} [المعارج: 38، 39].قال: {بلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أنْ يُؤْتى صُحُفا مُنشّرة (52) كلّا بلْ لا يخافُون الْآخِرة (53)} [المدثر: 52، 53].وقال: {ثُمّ إِنّ عليْنا بيانهُ (19) كلّا بلْ تُحِبُّون الْعاجِلة (20)} [القيامة] يريد: انته عن أن تعجل به.وقال: {يحْسبُ أنّ مالهُ أخْلدهُ (3) كلّا ليُنْبذنّ فِي الْحُطمةِ (4)} [الهمزة: 3، 4]، أي لا يخلده ماله. {فِي أيِّ صُورةٍ ما شاء ركّبك (8) كلّا بلْ تُكذِّبُون بِالدِّينِ (9)} [الانفطار:8، 9]، أي ليس كما غررت به.وقال: {ويْلٌ للمُطفِّفِين (1) الّذِين إِذا اكْتالُوا على النّاسِ يسْتوْفُون (2) وإِذا كالُوهُمْ أوْ وزنُوهُمْ يُخْسِرُون (3) ألا يظُنُّ أُولئِك أنّهُمْ مبْعُوثُون (4) لِيوْمٍ عظِيمٍ (5) يوْم يقُومُ النّاسُ لِربِّ الْعالمِين (6) كلّا} [المطففين: 1، 7]. يريد: انتهوا.رويدا:رويدا: بمعنى مهلا، رويدك: بمعنى أمهل، قال الله تعالى: {فمهِّلِ الْكافِرِين أمْهِلْهُمْ رُويْدا (17)} [الطارق] أي: أمهلهم قليلا.وإذا لم يتقدمها: أمهلهم، كانت بمعنى مهلا.ولا يتكلّم بها إلّا مصغّرة ومأمورا بها.وجاءت في الشعر بغير تصغير في غير معنى الأمر، قال الشاعر: أي على مهل.ألا:ألا تنبيه وهي زيادة في الكلام، قال تعالى: {ألا يوْم يأْتِيهِمْ ليْس مصْرُوفا عنْهُمْ} [هود: 8]. وقال: {ألا حِين يسْتغْشُون ثِيابهُمْ} [هود: 5].وتقول: ألا إنّ القوم خارجون: تريد بها: افهم اعلم أنّ الأمر كذا وكذا.الويل:الويل كلمة جامعة للشر كله. قال الأصمعي: ويل تقبيح، قال الله تعالى: {ولكُمُ الْويْلُ مما تصِفُون} [الأنبياء: 18]. تقول العرب: له الويل، والأليل والأليل: الأنين.وقد توضع في موضع التّحسّر والتّفجع، كقوله: {يا ويْلنا} [الأنبياء: 14]. {ويا ويْلتى أعجزْتُ أنْ أكُون مِثْل هذا الْغُرابِ} [المائدة: 31]. وكذلك: ويح وويس، تصغير.لعمرك:لعمرك، ولعمر الله: هو العمر. ويقال: أطال الله عمرك، وعمرك، وهو قسم بالبقاء.إي:إي: بمعنى بلى، قال الله تعالى: {ويسْتنْبِئُونك أحقٌّ هُو قُلْ إِي وربِّي إِنّهُ لحقٌّ} [يونس: 53]. ولا تأتي إلا قبل اليمين، صلة لها.لدن:لدن بمعنى عند، قال تعالى: {قدْ بلغْت مِنْ لدُنِّي عُذْرا} [الكهف: 76] أي بلغت من عندي.وقال: {لوْ أردْنا أنْ نتّخِذ لهْوا لاتّخذْناهُ مِنْ لدُنّا} [الأنبياء: 17] أي من عندنا.وقد تحذف منها النون، كما تحذف من (لم يكن) قال الشاعر: أي من عند لحييه.وفيها لغة أخرى أيضا: لدى، قال الله تعالى: {وألْفيا سيِّدها لدى الْبابِ} [يوسف:25] أي عند الباب. اهـ.
|